نعم قررت أن أتحدث اليوم عن ذوي الأصوات العالية، الأشخاص الذين يتكلمون بصوت عالٍ وبهذا لست أعني كبار السن أبداً أوالذين يعانون من ضعف في السمع! بل عن الأشخاص الذين يتحدثون بصوت عالٍ كطبع!
هناك مجتمعات معينة تتسم بصفة التحدث بصوت مرتفع ويعيد بعض الخبراء هذا الموضوع لتواجد هذه المجتمعات في الماضي في أماكن واسعة وخالية وبسبب المساحات قد يضطر الناس لرفع أصواتهم حتى يسمع بعضهم الآخر، لكن هذا كان بالماضي!
في أحد الأيام قمت بدعوة أقربائي إلى مطعم وطبعاً بما أنني أعلم الشجار الذي سيدور حول دفع الحساب قمت بإعطاء بطاقتي الإئتمانية للنادلة وقلت: تأكدي بأن تستعمليها للحساب، وطبعاً عند طلب الحساب وحتى بعد الحلفان أنه تم الدفع لم ينجدني هذا من الصراع على الفاتورة المدفوعة وطبعاً لأننا نتبع لمجموعة الأصوات العالية حتى المارة الذين في الشارع سمعوا كلامنا: لا والله ما بتدفع… مستحيل … وحياة ولادي مانك دافعة!!!
حسناً لننتقل إلى الحافلة، طبعاً لو إفترضنا أنك من الشعوب التي تستخدم الحافلة كوسيلة نقل عام وهي ليست حصراً على العمال- تجلس في الحافلة وأتحداك أن تنزل قبل أن تعرف ما حدث مع كل شخص ومع أهله وجيرانه وأين هم ذاهبون! قد تُروى في الحافلة قصصاً في غاية الخصوصية لكن الصوت العالي يلغي تلك الخصوصية ويلغي حقك بعدم الاستماع إن رغبت بقليل من الهدوء! أما في حال كنت تتحدث مع آخر وأردت أن تخبره شيئاً دون مشاركة الجميع، فهذا ليس وارداً حيث أنه كلما انخفض الصوت ارتفعت نسبة الفضول وقد يتحجج البعض بأي شيء ليقترب منك ويتابع برنامج “أذنك معنا!”
أما الجلسات العائلية… فحدث ولاحرج! لتقوم بهذه التجربة، إن كنت تنتمي لعائلة عربية ممتدة تضم العائلة الكبيرة والأحفاد وإلى آخره، حاول أن تكون مستمعاً! أتحداك بأنك ستستمع لعشرة قصص على الأقل في وقت واحد وصوت واحد ومستوى واحد. حتى لو أنك وقفت خارج باب المنزل وعلى بعد عشرة أمتار فإنه لن يفوتك شيئاً من الحديث والنقاش!
أنا ببساطة من الأشخاص الذين يتعبهم الصوت العالي وينتقل تركيزي بسهولة من موضوع الحوار إلى سبب صوت الشخص العالي! لكن في النهاية ولسبب ما أجهله يبدو أن الصوت العالي يأتي إن شئنا أم أبينا مع الجينات والدماء العربية..
كل ما أستطيع فعله هو أن أقول للأطفال في عائلتنا عندما ترتفع أصواتهم، أخفضوا صوتكم … فأنا لا أستطيع سماعكم عندما تتحدثون بصوت عالٍ!!
Comments