هناك في منزل الضيعة وفي الربيع تنمو شقائق النعمان، مضى وقت طويل ولم أرى الربيع في بلدي ولم أرى زهر أشجار اللوز أمام منزلنا في حقل جيراننا. أما هذا الربيع، فقد ملئت أزهار شقائق النعمان المكان، ليس حقلنا وحقل جارنا فقط، بل نبتت في الضيعة وفي شوارع المدينة وعلى الارصفة والجبال. أعلم أن هذا يبدو جنونيا لكن في بلدي كل شيئ أصبح فوق خط الجنون ولم يعد هناك مكان لزهر اللوز أو الياسمين بل امتلئ المكان بشقائق النعمان. استبدلت كل شقيقة نعمان بروح سوري وسورية، نبتت مكان كل قلب متمرد زهرة برية متمردة حمراء. يقال أن هذه الزهرة نبتت على قبر النعمان بن المنذر أشهر ملوك الحيرة عندما داسته الفيلة إذ رفض الخضوع لملك الفرس بتسليم نساء العرب فكانت معركة ذي قار، ولهذا نسبت إليه. اليوم تنبت الشقائق في الطرقات على دماء الأبرياء في بلدي وبالأمس نبتت زهرة برية حمراء في قلب المدينة لكنها كانت تنزف دما يافعا معطرا بالياسمين الشامي كانت شقيقة نعمان شامية على أرض حمصية تذرف دمعا ودما. هذا ليس خيالا هذه هي حقيقة الورود الحمراء في بلدي وهكذا ستبقى أرضنا مغطاة بشقائق النعمان في كل الفصول حتى يأتي فصل جديد.
إلى روح باسل شحادة وكل روح وزهرة سورية
Comments